recent
أخبار ساخنة

حضارة ترتاريا الحقيقة المحذوفة :عندما أُحرق التاريخ وأُعيدت صياغته بالكذب

الصفحة الرئيسية

عندما أُحرق التاريخ وأُعيدت صياغته بالكذب

في القرن الرابع قبل الميلاد، احترقت مكتبة الإسكندرية، واحدة من أعظم مكتبات التاريخ القديم، والتي جمعت قرابة مليون إرث من المعارف التي يعود بعضها إلى العهد الأول للبشر. لم يكن احتراقها مجرد كارثة ثقافية، بل لحظة فارقة أُعيد فيها تشكيل التاريخ، بعد أن طُمست معالمه الأصلية. هكذا، ساد التزوير والكذب، وبدأ الناس يشعرون أن هناك شيئًا مفقودًا، وتناقضات لا تفسير لها.
 
حضارة ترتاريا الحقيقة المحذوفة
حضارة ترتاريا الحقيقة المحذوفة 

لأكثر من قرن، تقوم بعض الجهات بتلقين الأجيال عبر المدارس والجامعات بأن حضارتنا الحالية هي الأرقى، وأن ما سبقها كان بدائيًا. لكن الحقيقة التي ترويها الآثار من بناء مكتشفات وتقنيات، تُخفي قصصًا أعظم من أن تُهمَل. الكالفينية أسهمت في طمس هذا التاريخ، ودفن الحقيقة تحت ركام من الظلام.

الشيطان نفث بثلاثة أمور: جعل المرأة تخجل من لقب "ربة المنزل"، ربط هذا الدور بالفشل والجهل، وتحويلها إلى فتنة تُغني عن حرق الإرث وتزوير الواقع. حين تنهار الأم، تنهار الأسرة، ومعها يضيع المجتمع. يصبح المعلم مجهولًا، والعلم الحق وهمًا، فيما يتحول التافهون إلى نجوم وقدوات.

ما سيرويه هذا المقال ليس خيالًا من هوليود أو ناسا، بل قصة عظيمة لبداية قبل 100 عام. وبينما يهدر الناس مئات الساعات في متابعة المسلسلات، بضع دقائق أسبوعية من هذا البيان كفيلة بكشف حجاب الوهم.

محو التاريخ لصياغة تاريخ المنتصر

في كل زمان، حين تدخل إمبراطورية أرضًا جديدة، يكون أول أهدافها حرق المكتبات وطمس التاريخ. حدث هذا في القرن السابع قبل الميلاد عندما أُحرقت مكتبة آشور بنيبال، وفي القرن الرابع قبل الميلاد عندما دُمّرت مكتبة بروسيوس الفارسية، ثم مكتبة الإسكندرية عام 48 ق.م. كما أحرق المغول مكتبة قلعة الموت، وطمس الإسبان علوم المايا، وكانت بغداد إحدى أكثر المدن استهدافًا لما ضمّته من معارف. هدف كل ذلك: هدم علوم المغلوب، وكتابة تاريخ جديد يليق بالمنتصر.

لكن المحرقة الأعظم للتاريخ لم تكن بالحرق وحده، بل بالسرقة والإخفاء في القرنين الثامن والتاسع عشر، حين سُرقت مدن كاملة بكل تقنياتها، فتم إخفاء أكبر حضارة تقنية في العهد الثاني للبشر.

أرشيف القرن التاسع عشر: ما لا يريدونك أن تراه

بينما يُقنعوننا أن الحقبة التقنية بدأت منذ 100 عام، فإن أرشيفًا نُزع عنه طابع السرية قبل عقدين، أظهر عالمًا مغايرًا. الأرصفة المتحركة، السيارات الطائرة، البرمائية، الوقاية التلقائية للمشاة، كلها تقنيات كانت تُستخدم قبل 130 عامًا.

كانت السيارات تعمل بالكهرباء لا الوقود، ومحطات التزويد منتشرة. التنقل الجوي كان متاحًا للأفراد، وحتى الصحون الطائرة كانت جاهزة للاستخدام العسكري. كل ما نراه اليوم من تقنيات “جديدة” وُجد قبل قرن.

في أحد المقاطع النادرة، ذراع صناعية متصلة بعضلات شخص مبتور تتيح له الإمساك بالأشياء. الروبوتات كانت تعمل بدارات كهربائية، وبعضها يُتحكم به لاسلكيًا. الكهرباء اللاسلكية كانت واقعًا، لا خيالًا. تسلا لم يخترعها، بل أعاد اكتشافها. مشروعه لتوزيع الكهرباء المجانية أُجهض، لأنه لم يُرضِ أرباح محافل المال.

منازل ذكية منذ مئة عام

مقطع دعائي لمنزل كهربائي يُظهر مراقبة بالكاميرات، تدفئة مركزية، شاشات وصفات، أجهزة شواء، وحتى شاشات سينمائية. كل هذا قبل قرن. ولم يكن إلا غيضًا من فيض. الصور الفوتوغرافية القديمة كشفت عن تقنيات سبقت عصرنا.

عندما يصبح الخيال تمهيدًا للكذب

روايات جول فيرن التي صُنفَت كخيال علمي لم تكن سوى تحضير نفسي للناس لتقبّل التقنيات لاحقًا وكأنها حديثة. من أرشيف الدولة، مئات الصور والتقنيات المحذوفة. السؤال: لماذا أُخفيت وأُدخلت في إطار الخيال؟ الجواب بسيط: لإعادة كتابة التاريخ.

تزوير شامل: من الأركيولوجيا إلى نظريات الخلق

في القرن التاسع عشر، كانت تلك التقنيات تُعرف بأنها إرث من حضارات سابقة. لكن مع صعود جمعيات ذات نفوذ، أُعيد تشكيل التاريخ وفقًا لمشروع النظام العالمي الجديد. أُطلقت نظرية التطور الإلحادية، اختُرعت الديناصورات لدعمها، وتم فرض الأرض الكروية.

في الوقت نفسه، مُنعت التقنيات الفائقة، وحُوّلت إلى أساطير. التاريخ أُعيد تدريسه وفق كالفينية تؤمن بالإنسان البدائي المتطور من قرد، والعصور المظلمة، والتخلف.

لكن شيئًا واحدًا لم يُمحَ بالكامل: المباني العملاقة التي لم يستطع الزمن طمسها. وجودها يكشف كذب السردية الرسمية، ويفضح التزوير. لذا، أُفرج عن المقاطع مؤخرًا لإيهام الناس بأن هذه التقنيات من صنع علماء القرن الثامن عشر والتاسع عشر، خشية أن يؤدي كشف زيف "ركن" واحد إلى انهيار المصفوفة بأكملها، وبدء عصر الاستيقاظ من جديد.

الخاتمة

في الأجزاء القادمة من هذا الموضوع، سنفتح الباب لحقبة التحف المعمارية والقصور المدمّرة، وسر الأبراج النحاسية فوقها، ووحدة نمط البناء المقبب في العالم كله. سنتتبع تقنيات أعظم مما رأيتم، ونكشف من بناها، ومن أين أتت، وكيف كانت الحياة في التاريخ الحقيقي.
ابقَ معنا، فالرحلة لم تبدأ بعد.

google-playkhamsatmostaqltradent